مديرعام الهيئات الطبية والمكاتب الصحية بالخارج:

400مليون ريال تصرف سنوياً لعلاج المواطنين بالخارج معظمهم مصابون بالسرطان وفشل في الأعضاء

 

                           

 

    أكد الدكتور فهد السديري مدير عام الهيئات الطبية والمكاتب الصحية بالخارج بوزارة الصحة أنه يتم صرف 400مليون ريال سنوياً للمواطنين وذلك لعلاجهم ومعظمهم يتجهون إلى ألمانيا بعد صعوبة الحصول على التأشيرات لأمريكا عقب أحداث 11من سبتمبر.

لافتاً إلى أن أكثر الحالات هي المصابة بالسرطان ومن يرغبون بزراعة الأعضاء محذراً جميع المواطنين الذين يذهبون للزراعة بأن هناك دولا تقوم بذلك وهي غير معترف بها رسمياً وذلك عبر سماسرة لمزادات ويتم خلالها بيع أعضاء البعض منها لا يعمل ولا يكتشف ذلك إلا بعد عودته.

مضيفاً إلى أن تكلفة العملية تتراوح ما بين 300ألف يورو في الدول الأوروبية أما الدول الآسيوية من 80إلى 50ألف يورو.

ونفى السديري ما أثير حول احتجاز 13سعودياً في الصين بسبب الزراعة حيث تم الانتهاء من 6أشخاص والبقية في قوائم الانتظار وتتم الزراعة لهم قريباً.

مبيناً في حديث ل(الرياض) إلى وجود تعاون وتنسيق فيما بين مستشفيات القطاع العام والقطاع الخاص لاستقبال الحالات الاسعافية حيث تم صرف 20مليون ريال لمستشفيات القطاع الخاص ذلك لاستقبالها حالات إسعافية مؤكداً أن هناك عقوبات صارمة لمن يرفض استقبال تلك الحالات تصل لمبالغ كبيرة تتفاوت بحسب الحالة التي يتم تقديرها من قبل اللجنة المختصة والتي يتم من خلالها تحديد الغرامة.

@ حدثنا عن الهيئات الطبية وعددها وطبيعة عملها؟

- لدينا 18هيئة منتشرة في أنحاء المملكة منها هيئة طبية عامة وهيئة طبية محلية تعنى بالمرضى بدءا بالتقارير الطبية التي تمنح للمرضى وإجازة التقارير الطبية التي تصل للمريض من الخارج.

مضيفاً إلى أن الهيئات الطبية هي من ينظر في التقارير الطبية التي يتقدم بها المرضى لطلب العلاج بالخارج، عبر تقاريره التي تؤكد أنه لا يتوفر له علاج في المملكة فإن الهيئة تطلع على التقارير ومن ثم يتم توفير العلاج له في الخارج بعد الاطلاع على كافة الأوراق الخاصة به في جلسة الهيئة الأسبوعية.

ويشير الدكتور السديري إلى أنه لدينا مكاتب وملاحق طبية في "أمريكا، بريطانيا، أوروبا، ألمانيا، وباريس" ونحن نعتبر أنفسنا متواجدين أينما وجدت سفارة خادم الحرمين الشريفين والمواطن السعودي في أي دولة.

@ ما الآلية المتبعة لمن يرغب السفر للعلاج وهل هناك أولويات في الأمراض النادرة؟

- يعلم الجميع أن النظام الصحي بالمملكة يبدأ من الرعاية الصحية الأولية التي تسمى الخط الأول ومن ثم المستشفيات المرجعية وهي الخط الثاني يليها المستشفيات التخصصية فعندما يراجع المريض المركز الصحي ولا يتم علاجه بعدم توفره ومن ثم يتم تحويله إلى الخط الثاني وهي المستشفيات العامة أيضاً عندما يتم النظر في هذه الحالة ولا يتوفر العلاج يتم توجيهه إلى المستشفيات التخصصية وهي الخط الأخير مثل مستشفى الملك فيصل التخصصي ومدينة الملك فهد الطبية إذا لم يتوفر العلاج فيها يتم تزويد المريض بتقرير عن حالته وأن العلاج لا يتوفر بالمملكة.

بعدها تنظر اللجنة العليا المشكلة من قبل المقام السامي والتي تضم من مختلف القطاعات الطبية، ويعطى صيغة الإجراء النظامي ومن ثم يرسل المريض للخارج في الدولة التي يتم توفر العلاج بها هذا باختصار آلية سفر المريض للخارج.

@ ما المدة التي تأخذها الإجراءات للنظر في التقارير المقدمة من قبل المريض فالبعض يتخوف من الروتينية القاتلة؟

- عندما يأتي التقرير الطبي واضحا ومكتملا من المستشفيات المرجعية التي يتم ذكرها سابقاً فلا يطول أكثر من جلسة واحدة في الهيئة وهي التي تكون يوم الاثنين تستمر من الصباح وحتى الساعات الأخيرة من النهار للنظر في مثل هذه الحالات التي تقارب ما بين 50إلى 60حالة أسبوعياً وهي لا تتجاوز أسبوعاً واحداً فقط كحالة روتينية أما الحالة الإسعافية فيتم الانتهاء منها في وقت وجيز.

@ ما المدة التي تتكفلون بها لعلاج المريض هل هي مفتوحة حتى شفائه أم هناك ضوابط؟

- هناك تنظيمات من المقام السامي بأن المدة القصوى ثلاثة أشهر ما لم تتطلب الحالة أكثر من ذلك.

بمعنى أنه يرسل المريض مدة ثلاثة أشهر لتقيم حالته ماذا عمل في الخارج وماذا استفاد وغيرها وهي تقيم الحالة وفي أغلب الحالات التي تسافر للخارج لا تحتاج أكثر من هذه المدة وإذا زادت فإنه يعطى للمريض استمرارية إلى أن يتم شفاؤه.

لافتاً إلى أن هناك بعض الأطباء بالخارج لديهم ثقة بمستشفياتنا وعلى اتصال مع أطباء فيتم توجيه المريض للعلاج في الداخل لإكمال ما بقي له.

@ هل يتم صرف مبالغ مالية كمصروف شهري للمريض والمرافق؟

- في البداية يتم صرف مبلغ بدل تجهيز 1500ريال للمريض وللمرافق بعدها يتم منحه التذاكر وصرف مبلغ يومي قدره 300ريال بواقع 9آلاف ريال للمريض ومثلها للمرافق.

@ كم المبالغ المالية التي تصرفها وزارة الصحة للعلاج في الخارج سنوياً؟

- يتم صرف ما يقارب 400مليون ريال سنوياً للعلاج بالخارج وهو يشمل العلاج في جميع دول العالم.

كما تشمل الحالات الإسعافية للمواطنين الذين ذهبوا إما لسياحة أو للعمل فإننا نتكفل في علاجه فمن يصاب مثلاً في حادث أو جلطة وغيرها فإننا نقوم بتقدير الحالة الطبية بالهيئة ومن ثم يتم العلاج ودفع المبالغ المالية على الدولة.

@ ما هي أكثر الدول التي يتجه إليها المواطنون للعالج في الخارج؟

- في جميع انحاء العالم لكن أكثر التمركز في ألمانيا وخاصة بعد أحداث 11سبتمبر وصعوبة الحصول على تأشيرة للمواطنين للعلاج في أمريكا. وهناك مرضى يتجهون إلى فرنسا وبريطانيا وايطاليا ودول أوروبا.

@ ما أبرز الحالات التي تذهب للعلاج في الخارج؟

- كل الحالات التي لا يوجد لها علاج في الداخل وأكثرها هي السرطان بأنواعه وزراعة الأعضاء فهناك بعض الدول تسمح بالزراعة للأجانب من كافة دول العالم بواقع 5% من النسبة المخصصة لدولة وهي دول أوروبا وأمريكا.

مضيفاً إلى أن هناك دولا تزرع الأعضاء بشكل غير نظامي بسبب المنع من قبلها وعدم إجازتها وهي التي يتم فيها مزاد للبيع والشراء بشكل كبير ويضيف السديري إلى أننا في المملكة من أكثر الدول إصابة بالحوادث ولكننا لا نستفيد من أعضاء المتوفى لصعوبة الوصول إلى المتوفى دماغياً أو المصابين بالرغم من الإمكانيات المتوفرة لدينا من مراكز طبية متقدمة.

@ كم تبلغ التكلفة المالية لعملية زراعة الأعضاء؟

- تكلفنا في الولايات المتحدة الأمريكية سابقاً 80ألف دولار والآن نصف مليون دولار سواء كبد أو كلى وفي أوروبا 300ألف إلى 400ألف يورو، أما في الصين فالكبد تكلف 80ألفا إلى 50ألف دولار، أما الفلبين من 50إلى 40ألف دولار.

@ أثير مؤخراً عن أزمة احتجاز ل 14مواطناً سعوديا قاموا بزراعة أعضاء في الصين، ما حقيقة القضية وإلى أين وصلت؟

- أولاً هم لم يقوموا بالزراعة بل ذهبوا إلى الصين إلا أنهم تفاجأوا بأن الزراعة للأجانب قد توقفت وذلك لقلة عرض الأعضاء لديهم وتم التدخل حتى توفرت الأعضاء للمرضى وتمت زراعة ل 6حالات الآن والباقي في قوائم الانتظار وكان ذلك بتوجيهات ولاة الأمر بدأ من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وجهود وزارة الخارجية وجهود وزارة الصحة.

@ يقال ان الصين من الدول التي يمنع زراعة الأعضاء فيها، فكيف قمتم بإرسال وعلاج هؤلاء الأشخاص؟

- ليس هناك منع واضح وفي الحقيقة نحن أول ما بدأها المواطنون ذهبوا على حسابهم الخاص ومن يذهب فلا حكم لنا عليه، وقد كانت مسموحة إلا أنه تم ايقافها لسبب وأمور لا نعلمها على الأجانب فقط.

لكن ليست هذه القضية بل هي الاعداد التي تتزايد لدينا سنوياً دون أن يكون حل لها والتي نأمل أن يكون هناك تدخل من قبل الجهات المعنية لإيجاد لجان معنية بتفشي هذه الظاهرة حتى تكون هناك وقاية قبل أن يتم الطلب على الزراعة والتي من الممكن أن تكشف مبكراً وتتم معالجتها حتى لا يصل المريض إلى حاجة للزراعة ومن ثم نحتار من أين نحصل له على عضو وهو أمر ليس سهلاً.

@ من يذهب للعلاج على حسابه الخاص وبالتحديد الزراعة ومن ثم يتعرض لعملية غش هل تقومون بالتدخل معه؟

- من يريد الزراعة فعليه أن يتجه إلى الدول الأوروبية وهي التي تأخذ الصفة الرسمية في ذلك، أما بعضاً من الدول الآسيوية وغيرها فإننا لا ننصح أن يذهب المريض إليها لأن هناك سماسرة بيع وشراء أعضاء وحدث فيها عمليات غش عندما يطلب المريض كلية لا تعلم هل أعطوه كلية سليمة أم لا، فهناك مرضى عندما عادوا تفاجأوا بأن العضو الذي زرع لا يعمل.

@ أنتقل لمحور آخر هو الحالات الإسعافية داخل المستشفيات الخاصة ماذا عن دور الهيئة هل تقوم بالتكفل بدفع رسوم للعلاج؟

- لدينا آلية وتنسيق لعمل مستشفيات القطاع الخاص أو المستشفيات الحكومية وخاصة الحالات الإسعافية وهي أن تباشر حالة المريض كحالة إسعافية بعمل الإجراءات اللازمة له حتى تستقر حالته خلال 24ساعة ومن ثم يطلب نقله إلى المستشفى الحكومي أو قد تتطلب حالته الخروج إلا أن بعض المرضى يفضل أن يبقى مدة إضافية وهو لا يعلم أنها تكون على حسابه ومن هنا تكون بداية المشاكل ما بين المريض والمستشفى الخاص.

@ هناك العديد من المستشفيات ترفض استقبال الحالات الإسعافية التي قد يذهب ضحيتها حياة المواطن ما هي الآلية التي تتعاملون معها؟

- من يثبت أن هناك تقصيرا بالمستشفيات الخاصة فإنه يتم تغريمها ومحاسبتها وتوجيه لها إنذارات قاسية جداً وكما يعلم الجميع أن المنشأة الصحية لا تريد أن تجازف بسمعتها. مضيفاً إلى أنه يجب على العاملين في الميدان في حالات الطوارئ والإسعاف أن يكون العامل بها يأخذ بصفة إنسانية قبل كل شيء فخلل من موظف أو من عامل لا يعكس أداء مستشفى صرفت ملايين الريالات.

@ كم تصل العقوبات التي تقومون بتوجيهها للمستشفيات؟

- العقوبات تصل إلى مبالغ مالية كبيرة وهي تتفاوت بحسب الحالة ويتم تقديرها ومن ثم يغرم بقدر ما يحكم به الطب الشرعي بلجنة مكونة برئاسة قاض فئة "أ" وأعضاء من الجامعات والمستشفيات الحكومية الأخرى.

" ما يدفع المستشفيات الخاصة بعدم علاج الحالات الإسعافية هو طول المدة لأخذ حقوقهم؟

- قد يكون هناك تأخير خارج عن الإرادة وذلك للنظر في الحالات التي تم علاجها فنحن العام الماضي صرفنا ما يقارب 20مليون ريال كحالات إسعافية للمستشفيات الخاصة. وأكثر ما يتم دفعه هو للعناية المركزة وحديثي الولادة فعندما يأتي مولود خديج لا يتوفر له سرير وحضانة المستشفى الحكومي قد امتلأت يتم نقله إلى مستشفى القطاع الخاص.

مشيراً إلى أن هناك لجنة طوارئ ولجنة متخصصة للحالات الإسعافية تعمل على مدار الساعة لتلقي البلاغات من المستشفيات الحكومية والأهلية للتنسيق فيما بينها بهدف إيجاد أسرة للمرضى.

 

 

 

  * المصدر: جريدة الرياض http://www.alriyadh.com/2007/09/19/article280652.html
   
 
 
 

صفحة البداية | طلب موعد | استعلام عن موعد | تأجيل موعد | استعلام عن قرار | الأرشيف الاليكتروني | راسلنا | العيادة الطبية| إدارة الموقع

جميع الحقوق محفوظة للهيئة الطبية العامة بجازان 2007 - برمجة وتصميم عبدالرزاق الحازمي - تقنية المعلومات