قصيدة الاستسقاء *

 

                           

إن مسنا الضر أو ضاقت بنا الحيـل فلن يخيـــب لنا في ربنا أمل
وإن أناخت بنا البلوى فإن لنــــا رباً يحولها عنا فتنتقـــــل
الله في كل خطب حسبنا وكفـــى إليه نرفع شكوانا ونبتهــــل
من ذا نلوذ به في كشف كربتنـــا ومن عليه سوى الرحمن نتكـل
وكيف يرجى سوى الرحمن من أحد وفي حياض نداه النهل ولعــلل
لا يرتجى الخير إلا من لديــه ولا لغيره يتوقى الحادث الجـــلل
خزائن الله تغني كل مفتقـــــر وفي يد الله للسؤال ما سألـــوا
وسائل الله مازالت مسائلـــــه مقبولة مالها رد ولا مــــلل
فأفزع إلى الله واقرع باب رحمتــه فهو الرجاء لمن أعيت به الحيل
وأحسن الظن في مولاك ارض بمـا أولاك ينحل عنك البأس والوجل
وإن أصابك عسر فانتظـــر فرجاً فالعسر باليسر مقرون ومتصـل
وانظر إلى قوله ادعوني استجب لكم فذاك قول صحيح ما له بــدل
كم أنقذ الله مضطراً برحمتــــه وكم أنال ذوي الآمال ما أملـوا
ي مالك الملك فادفـــع ما ألم بنا فما لنا بتولي دفعه قبـــــل
ضاق الخناق فنفس ضيقة عجلـي عنا فأنفع شيء عندنا العجــل
وحل عقدة محل حـــل ساحتنا بضره عمت الأمطار والحـلل
وقطعت منه أرحام لشدتــــه فما لها اليوم غير الله من يصل
وأهمل الخل فيه حق صاحبه الـ أدنى وضاقت على كل به السبل
فرب طفل وشيخ عاجز هــرم أمست مدامعه في الخد تنهمـل
وبا يرعى نجوم الليل من قلـق وقلبه فيه نار الجوع تشتعــل
أمسى يعج من البلوى إليك ومن أحواله عند التفصيل والجمــل
فأنت أكرم من يدعى وأرحم من يرجى وأمرك فيما شئت ممتثـل
فلا ملاذ ولا ملجا ســــواك ولا إلا إليك لحي منك مرتحـــل
فاشمل عبادك بالخيرات إنهــــم على الضرورة والبلوى قد اشتملوا
واسق البلاد بغيث مسبل غـــدق مبارك في حجا من مزنه هطـل
سح عميم مليء القطر منعبــــق لرعده في هوام سحبه زجــل
تكسي به الأرض أثواباً منمنمــة به تعود لها أحـــوالها الأول
ويصلح الروض مخضرا ومبتسما من النبات عليها الوشي والحلل
وتخصب الأرض في شام وفي يمن به وتحيا سهول الأرض والجبل
يارب عطفاً فإن المسلميــن معا مما يقاسون في أكبادهم شغـل
وقد شكوا كل ما لاقوه من ضرر إليك يا مالك الأملاك وابتهلـوا
فلا يردك في تحصيل ما طلبــوا عجر بذاك ولا فقر ولا بخـل
يارب فانصر جنود المسلمين على أعدائهم وأعنهم حيث ما نزلـوا
وفل حد زمان جار حتى غـــدا يدني الرفيع وينعلي السفـــل
يارب فارحم مسيئا مذنبا عظمـت منه المآثم والعصيان والـزلل
قد أثقل الذنب والأوزار عاتقـــه وعن حميد المساعي عاقه الكسل
ولا تسود له وجها إذا غشيـــت وجوه أهل المعاصي من لظى ظلل
استغفر الله من قولي ومن عملـي إنني امرء ساء مني القول والعمل
ولم أقدم لنفسي قط صالحـــة يحط عني من وزري بها الثقـل
يا خجلتي من عتاب الله يوم غد إن قال خالف أمري أيها الرجـل
علمت مما علم الناجون واتصلوا به إلي ولم تعمل بما عملـــوا
يارب فاغفر ذنوبــي كلها كرما فإنني اليوم منها خائفا وجــل
واغفر لأهل ودادي كل ما اكتسبوا وحط عنهم من الآثام ما احتملوا
واعمم بفضلك كل المؤمنين وتب عليهم وتقبل كل ما فعلـــوا
وصل رب على المختار من مضر ما أرقيت في الفيافي مشهيا الإبل
وآله الغر والأصحاب عن طرف فإنه غر الإسلام والحجــل

 

  * المرجع: كتاب (من رجال العلم في القرن العاشر الهجري بضمد محمد بن علي عمر) تأليف/ علي بن محمد أبوزيد الحازمي
   
 
 
 

صفحة البداية | طلب موعد | استعلام عن موعد | تأجيل موعد | استعلام عن قرار | الأرشيف الاليكتروني | راسلنا | العيادة الطبية| إدارة الموقع

جميع الحقوق محفوظة للهيئة الطبية العامة بجازان 2007 - برمجة وتصميم عبدالرزاق الحازمي - تقنية المعلومات